للعام الثاني على التوالي، تجبر موجة الحر في أواخر الربيع المدارس في شمال شرق ووسط الولايات المتحدة، خاصة المدن المطلة على المحيط الأطلسي ومنطقة البحيرات العظمى على الإغلاق أو إرسال الأطفال إلى منازلهم مبكراً أو الانتقال إلى التعلم عن بُعد.

ويجعل تغير المناخ الأيام الحارة قبل نهاية العام الدراسي أكثر شيوعاً في جميع أنحاء الولايات الشمالية، حيث تفتقر مدارس كثيرة إلى أجهزة تكييف الهواء، خاصة في المناطق الحضرية التي تميل إلى ارتفاع درجة الحرارة أكثر من غيرها. ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 90 فهرنهايت (32.2 مئوية) أو أكثر في يومي الأول والثاني من يونيو الجاري، وفي بعض الحالات بلغت الأرقام القياسية السابقة أو سجلت ارتفاعات قياسية جديدة، أغلقت أكثر من 100 مدرسة عامة في ديترويت أبوابها قبل موعد الإغلاق بثلاث ساعات. وأغلقت المدارس العامة في جراند رابيدز بولاية ميشيجان أبوابها طوال هذين اليومين بسبب الحر.

وفي أماكن أخرى في ميشيجان، تم إغلاق المدارس العامة في بونتياك وساوثفيلد وهودسونفيل يوم الثاني من يونيو أيضاً. وذكرت لاكيا ويلسون لومبكينز، رئيسة اتحاد المعلمين في ديترويت، أنه حين يصبح الجو حاراً في الفصول الدراسية في ديترويت، يبدأ الطلاب في مواجهة مشكلات الربو ونزيف الأنف، وتصبح البيئة صعبة التعلم فيها. وأكثر من 50 بالمئة من مباني المنطقة تفتقر إلى مكيفات الهواء، وبعض المباني بها فصول دراسية من دون نوافذ، مما يجعل من الصعب تهوية المكان.

وذكرت ويلسون لومبكينز أن المنطقة التعليمية التي تضم نحو 53 ألف طالب توقفت مبكراً من قبل بسبب الحرارة الشديدة، وهذا يحدث في كثير من الأحيان الآن بسبب تغير المناخ. ومن المقرر تجديد بعض هذه المباني القديمة قريباً، وتمنت ويلسون لومبكينز أن ترى «بعض الحلول لهذا الوضع». وأشار «ماثيو مارلو»، رئيس نقابة المعلمين في منطقة جراند رابيدز، إلى أن قرار الإغلاق مبكراً بسبب الحر الشديد كان أمراً غير معتاد.

وذكر مارلو أن إغلاق المدارس كان قراراً صائباً. وكما هو الحال في ديترويت، لا تحتوي بعض المباني القديمة في المنطقة على تكييفات. والمنطقة التعليمية في جراند رابيدز ستعيد تصميم تلك المواقع القديمة. وقرار مسؤولي مدرسة «جراند رابيدز» كان له تأثير ضئيل على جدول التقويم المدرسي، حيث خصصت المنطقة تسعة أيام لسوء الأحوال الجوية ولم تستنفدها. وقال مارلو: «لكن في المستقبل، من يدري، اعتماداً على ما يحدث في ظل درجات الحرارة المتقلبة تلك». وبالإضافة إلى المدارس في ميشيجان، لجأت 40 مدرسة عامة في بيتسبرج إلى التعلم عن بُعد يومي الأول والثاني من يونيو الجاري. وأغلقت أكثر من اثنتي عشرة مدرسة عامة بمدينة بالتيمور و90 مدرسة عامة في فيلادلفيا في وقت مبكر في الأول من يونيو.

بالقرب من بداية العام الدراسي، تم إغلاق المدارس في فيلادلفيا في وقت مبكر من يومين في أواخر أغسطس الماضي بسبب الحرارة، بينما أدى الحر الشديد إلى إغلاق المدارس في دنفر لعدة أيام في أوائل سبتمبر. وسجلت درجات الحرارة أكثر من 33 درجة مئوية في مدن من ولايات ميشيجان وفيرمونت ونيويورك ومين ونورث داكوتا. والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة ناجم عن منطقة كبيرة من الضغط المرتفع توافر فيها الكثير من أشعة الشمس والهواء الجاف.

والتربة الجافة نوعاً ما، بسبب نقص هطول الأمطار عن المعدل الطبيعي خلال الشهرين الماضيين، من المحتمل أن تفاقم الحر أيضاً. ومن المتوقع حدوث مزيد من الارتفاعات القياسية عبر أجزاء من البحيرات العظمى والغرب الأوسط والشمال الشرقي قبل أن تنخفض درجات الحرارة فيما بعد.

ويقول العلماء إن تغير المناخ والنمو الحضري يجعلان الصيف أطول وأكثر سخونة. ووجد تحليل لواشنطن بوست العام الماضي أن عدد الأيام خلال العام الدراسي التي تصل فيها درجات الحرارة إلى 90 درجة فهرنهايت (32.2 درجة مئوية) أو أعلى يتزايد في مدن كثيرة في جميع أنحاء النصف الشمالي من البلاد.

وأظهر بحث أجراه بول تشينوفسكي، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة كولورادو، أن متوسط ​​عدد الأيام التي تغلق فيها المدارس أبوابها بسبب الحر ازداد بمقدار الضعفين، من ثلاثة أو أربعة أيام قبل عقد، إلى ستة أو سبعة أيام الآن. ووجدت دراسة عن المدارس وارتفاع درجات الحرارة، بقيادة تشينوفسكي، أن «أكثر من 13700 مدرسة عامة في الولايات المتحدة القارية التي لم تكن بحاجة لأنظمة تبريد في عام 1970 قد قامت بتركيب أو ستحتاج إلى تركيب أنظمة تكييف للهواء بحلول عام 2025»، وأن «أكثر من 13 ألف مدرسة إضافية ستحتاج إلى ترقية أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء الموجودة لديها بسبب الحاجة إلى زيادة سعة التبريد».

وتميل المدارس الأكثر ضعفاً إلى أن تكون تلك الموجودة في المناطق الحضرية، حيث تميل المباني إلى أن تكون أقدم ودرجات الحرارة أعلى غالباً. ووجدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن المراكز الحضرية يمكن أن تكون أكثر حراً بمقدار 20 درجة فهرنهايت من الأحياء المجاورة، نظراً لوجود عدد أقل من الأشجار وقلة الحشائش ومزيد من الأرصفة التي تمتص الحرارة.

 دان ستيلمان* ونيكول أسبري**

*صحفي متخصص في الأرصاد الجوية.

**كاتبة متخصصة في شؤون التعليم.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»